RadarURL April 2011 | Historical Kan Periodical | Official Blog

تجربة



تشغل معركة الموت البطولية غير المتكافئة التي خاضتها قطعتا البحرية الروسية طراد "فارياغ" وسفينة "كورييتس" المساعدة ضد 14 سفينة للاسطول الياباني الرابع عشر تشغل مكانة خاصة في تاريخ الحرب الروسية اليابانية. المزيد من التفاصيل عن الحرب الروسية اليابانية على موقعنا.

في بداية الحرب كان طراد "فارياغ" و سفينة "كورييتس" المساعدة يرابطان في ميناء تشيمولبو الكوري، شأنهما شأن غيرهما من سفن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والدول الاخرى. وقام الاسطول الياباني المتألف من طراد ثقيل واحد و5 طرادات خفيفة و8 مدمرات وسفينة مساعدة واحدة في 26 يناير/كانون الثاني عام 1904 باحكام الحصار على خليج تشيمولبو الكوري بهدف الانزال البحري بقوام 3 آلاف جندي في ميناء بور ارتور والحيلولة دون تدخل طراد "فارياغ". وتوجهت سفينة "كورييتس" المساعدة في اليوم نفسه الى بور ارتور، لكنها تعرضت لهجوم ياباني لدى خروجها من الخليج واضطرت الى العودة للميناء. وتلقى ربان طراد "فارياغ" فسيفولود رودنيف في اليوم التالي انذارا اخيرا من قائد الاسطول الياباني قضى بمغادرة الميناء. لكن رودنيف اتخذ قرارا بالسير الى ميناء بور ارتور الروسي وخوض المعركة.

وقد أقامت القوات الفرنسية والبريطانية مراسم الشرف وعزفت موسيقى الاركسترا بالتزامن مع سير السفينتين الروسيتين الخارجتين من الميناء. وبعد اصطدام السفينتين الروسيتين بسفن الاسطول الياباني عرض عليهما الاستسلام. لكن الرد لم يرد. فاطلق اليابانيون النيران ودامت المعركة غير المتكافئة 50 دقيقة. واطلق طراد "فارياغ" خلالها 1105 قذيفة نحو العدو ادت الى اغراق مدمرة يابانية واحدة وإلحاق اضرار بالطرادات اليابانية الاربعة. وخسر العدو الياباني في المعركة 30 فردا واصيب 200 فرد بجروح. وجاء كل ذلك في تقرير قدمه قائد الطراد الروسي.

اما طراد "فارياغ" فتعرض لـ 5 اصابات تسببت بخروق في دروعه. وتم تدمير 3 مدافع له وسقط ضابط واحد و30 بحارا واصيب 6 ضباط و 85 بجروح خطيرة بالاضافة الى 100 فرد اصيبوا بجروح خفيفة. وفقدت السفية الروسية القدرة على مواصلة المعركة فعادت الى الميناء حيث امر ربانها باغراق السفينة. اما سفينة "كورييتس" المساعدة فقامت بتفجير نفسها. وانقذت السفن البريطانية والفرنسية والايطالية من تبقى من افراد الطاقم.

واثارت معركة طراد "فارياغ" البطولية وموتها دهشة حتى لدى عدوه. واستعانت الدعاية اليابانية بمأثرة البحارة الروس الذين ماتوا دون ان يسلموا انفسهم لرفع الروح المعنوية لدى البحارة اليابانيين. وانشأت الحكومة اليابانية بعد انتهاء الحرب الروسية اليابانية متحفا تخليدا لذكرى ابطال طراد "فارياغ" ومنحت الربان رودنيف وسام "الشمس الصاعدة ".

واستوحى الشاعر النمساوي رودولف غرينتس لمأثرة طاقم طراد "فارياغ" فكتب قصيدة مكرسة الى هذا الحدث. وترجمت الشاعرة الروسية يفغينيا ستودزينسكايا هذه القصيدة الى اللغة الروسية. اما الموسيقي الروسي اليكسي توريشيف فألف الموسيقى مستوحيا للقصيدة. وقد قدمت اغنية "فارياغ" لاول مرة في حفل مهيب اقامه القيصر نيقولاي الثاني تكريما للضباط والبحارة في طراد "فارياغ" و سفينة "كورييتس" المساعدة. وتحظى الاغنية بشعبية كبيرة في روسيا وخصوصا ضمن البححارة العسكريين.